١٣٠- ٣٥/ ٤ع- يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني قاضي المدينة ثم قاضي القضاة للمنصور: حدث عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وخلق, وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن المبارك ويحيى القطان وأمم سواهم. قال أيوب السختياني: ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: هو مقدم على الزهري, اختلف على الزهري ولم يختلف عليه. وقال الثوري: كان من الحفاظ. وقال أبو حاتم ثقة يوازي الزهري وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثمائة حديث وقال العجلي: ثقة فقيه رجل صالح وقال ابن المديني: كنيته أبو نصر.
قال إبراهيم الحزامي حدثني يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب المنصور بالقضاء فوكلني بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلي أنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فاسأل ربيعة واكتب إلي بما يقول واكتم هذا قال سليمان: ولما سار خرجت أشيعه فاستقبلته جنارة فتغيرت فقال: يا أبا محمد كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك, قال: والله لئن صدق طيرك لينعشن أمري قال فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرًا جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد قال: رأيت ابن عمر رافعًا يديه إلى منكبيه عند القاص، وقال حماد بن زيد: انتسب يحيى بن سعيد فقال: أنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس، وقال على بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري عارم، أخبرنا حماد عن هشام بن عروة قال: لم أسمعه من أبي ولكن حدثني عنه العدل الرضى الأمين يحيى بن سعيد.
قال وهيب: قدمت المدينة فلم ألقَ بها أحدًا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. قال يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى وغيره أن قومًا كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد قاض أبي جعفر فكتب إليه