للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بانقاذ ولده* الذين هم بضعة من جسده * ويرفعهم إلى الدرجة العليا* كما رفعهم على اعيان الانام في الدنيا* وحاشاه صلى الله تعالى عليه وسلم أن يشفع بالاباعد ويضيعهم* وينسى قرابتهم له ويقطعهم* اللهم يا مالك الملك والممالك * حقق لنا ذلك* فانى بحمده تعالى ممن صح انتسابه لحضرة سيد العالمين* من نسل ولده الحسين* * وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم كما أخرجه البزار والطبرانى من حديث طويل ما بال أقوام يزعمون أن قرابتى لا تنفع أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيمة الا سبى ونسبى وان رحمى موصولة في الدنيا والآخرة وكيف لا تكون رحمه صلى الله تعالى عليه وسلم موصولة وقد روى في تفسير قوله تعالى (واما الجدار) الآية أنه كان بينهما وبين الأب الذى حفظا فيه سبعة آباء فلا ريب في حفظ ذريته صلى الله تعالى عليه وسلم واهل بيته فيه وإن كثرت الوسائط بينهم وبينه. ولهذا قال جعفر الصادق رضى الله تعالى عنه فيما أخرجه الحافظ عبد العزيز بن الاخضر في معالم العترة النبوية احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين وكان ابوهما صالحا. ومما يستأنس به في المقام ما اخبرنى به بعض مشايخى الكرام عن بعض مشايخه بوأ الله تعالى الجميع دار السلام أنه مرة كان مجاورا في مكة المشرفة وكان يقرأ درسا فمر به قول تعالى ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ فاستدل بعض العلماء به على أن ذريته صلى الله تعالى عليه وسلم يموتون على اكمل الاحوال فنظر إلى الدليل فرآه قويا ثم استبعد ذلك بما يبلغه عن شرفاء مكة المشرفة فنام فرأى حضرة صاحب الرسالة صلى الله تعالى عليه وسلم في منامه وهو معرض عنه فقال له اتستبعد أن يموت أهل بيتى على اكمل الاحوال أو كما قال فاستيقظ خائفا ورجع عن ذلك. ولا يعارض ذلك أيضًا ما تقدم من الأحاديث من نحو قوله صلى الله تعالى عليه وسلم كل سبب ونسب منقطع لانه صلى الله تعالى عليه وسلم لا يملك لاحد من الله شيئا لا ضرا ولا نفعا ولكن الله تعالى يملكه نفع اقاربه بل وجميع امته بالشفاعة العامة والخاصة فهو لا يملك إلا ما يملكه له مولاه ﷿ ولذا قال إلا سببى ونسبى* وكذا يقال في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لا أغنى عنكم من الله شيأ أي بمجرد نفسى من غير ما يكرمنى به الله ﷿ من شفاعة أو مغفرة من اجلى ونحو ذلك واقتضى مقام التخويف والحث على العمل الخطاب بذلك مع الايماء إلى حق رحمه بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها وهذا الصنيع البديع الصادر من معدن الحكمة وغاية البلاغة إنما نشأ من كمال حرصه صلى الله تعالى عليه وسلم على أن يكون أهل بيته أو في

<<  <   >  >>