للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عندهم انتهى كلام الأشباه (وفيها) أيضا عن منية المفتى دفع غلامه إلى حائك مدة معلومة لتعليم النسج ولم يشرط الاجر على أحد فلما علم العمل طلب الأستاذ الاجر من المولى والمولى من الأستاذ ينظر إلى عرف أهل تلك البلدة في ذلك العمل الخ (وفيها) أيضا لو باع التاجر في السوق شيأ بثمن ولم يصرحا بحلول ولا تأجيل وكان المتعارف فيما بينهم ان البائع يأخذ كل جمعة قدرا معلوما انصرف إليه بلا بيان قالوا لان المعروف كالمشروط انتهى (ولا شك) ان هذا لم يتعارف في كثير من البلاد فاعتبر فيه عرف أهل ذلك السوق الخاص مع ان المنصوص عليه في كتب المذهب حلول الثمن ما لم يشترط تأجيله (ومثله) ما صرح به أصحاب المتون كالكنز وغيره فيما لو حلف لا يأكل خبزا أو رأسا من ان الخبز ما اعتاده أهل بلده والرأس ما يباع في مصره وذكر الشراح ان على المفتى ان يفتى بما هو المعتاد في كل مصر وقع الخلف فيه وفي باب الربا من البحر عن الكافي والفتوى على عادة الناس (فهذه) النقول ونحوها دالة على اعتبار العرف الخاص وإن خالف المنصوص عليه في كتب المذهب ما لم يخالف النص الشرعى كما قدمناه وكيف يصح ان يقال لا يعتبر مطلقا مع ان كل متكلم انما يقصد ما يتعارفه (وفى) جامع الفصولين مطلق الكلام فيما بين الناس ينصرف إلى المتعارف انتهى (وفى) فتاوى العلامة قاسم التحقيق ان لفظ الواقف والموصى والحالف والناذر وكل عاقد يحمل على عادته في خطابه ولغته التي يتكلم بها وافقت لغة العرب ولغة الشارع اولا انتهى (١) (اقول) وبما قررناه تبين لك ان ما تقدم عن الأشباه من ان المذهب عدم اعتبار العرف الخاص انما هو فيما إذا عارض النص الشرعى فلا يترك به القياس ولا يخص به الاثر بخلاف العرف العام كما مر تقريره فيما نقلناه عن الذخيرة في الباب الأول واما العرف الخاص إذا عارض النص المذهبي المنقول عن صاحب المذهب فهو معتبر كما مشى عليه أصحاب المتون والشروح والفتاوى في الفروع التي ذكرناها وغيرها وشمل العرف الخاص القديم والحادث كالعرف العام (وبما قررناه) أيضا اتضح لك معنى ما قاله في القنية واشرنا له في البيت السابق من انه ليس للمفتى ولا للقاضى ان يحكما بظاهر الرواية ويتركا العرف


(١) وفي شرح السير الكبير للسرخسى الحاصل انه يعتبر في كل موضع عرف أهل ذلك الموضع فيما يطلقون عليه من الاسم أصله ما روي ان رجلا سأل ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - ان صاحبا لنا اوجب بدنة افتجزيه البقرة فقال ممن صاحبكم فقال من بنى رباح فقال ومتى اقتنت بنو رباح البقر انما وهم صاحبكم الإبل اهـ منه.

<<  <   >  >>