للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما كانت مطلقة تشمل هذا وغيره ساغ للنووى الاعتراض عليه فإن اطلق فلم يرد شيئًا فالوجه ما اقتضاه كلام النووى من عدم الكفر، ثم رأيت الاذرعى قال والظاهر عدم كفره عند الاطلاق انتهى (وسئل) في الفتاوى الحيثية عمن قال ان المؤمن يعلم الغيب هل يكفر للآيتين أو يستفصل لجواز العلم بجزئيات من الغيب (فأجاب) بقوله لا يطلق القول بكفره لاحتمال كلامه ومن تكلم بما يحتمل الكفر وغيره وجب استفصاله كما في الروضة وغيرها ومن ثم قال الرافعى ينبغى إذا نقل عن أحد لفظ ظاهره الكفر ان يتأمل ويمعن النظر فيه فإن احتمل ما يخرج اللفظ عن ظاهره من ارادة تخصيص أو مجاز أو نحوهما سئل اللافظ عن مراده وإن كان الأصل في الكلام الحقيقة والعموم وعدم الاضمار لان الضرورة ماسة إلى الاحتياط في هذا الأمر واللفظ محتمل فإن ذكر ما ينفى عنه الكفر مما يحتمله اللفظ ترك وإن لم يحتمل اللفظ خلاف ظاهره أو ذكر غير ما يحتمل أو لم يذكر شيئًا استتيب فإن تاب قبلت توبته والا فإن كان مدلول اللفظ كفرا يجمعا عليه حكم بردته فيقتل ان لم يتب وإن كان في محل الخلاف نظر في الراجح من الادلة ان تأهل والا أخذ بالراجح عند أكثر المحققين من أهل النظر فإن تعادل الخلاف أخذ بالاحوط وهو عدم التكفير بل الذي اميل إليه إذا اختلف بالتكفير وقف حاله وترك الأمر فيه إلى الله تعالى انتهى كلام الرافعى وقوله وإن كان في محل الخلاف الخ محله في غير قاض مقلد رفع إليه امره والا لزمه الحكم بما يقتضيه مذهبه ان انحصر الأمر فيه سواء وافق الاحتياط أم لا وما اشار إليه الرافعى من الاحتياط في اراقة الدماء ما امكن وجيه فقد قال حجة الإسلام الغزالي ترك قتل الف نفس استحقوا القتل أهون من سفك محجم من دم مسلم بغير حق ومتى استفصل فقال اردت بقولى المؤمن يعلم الغيب ان بعض الأولياء قد يعلمه الله ببعض المغيبات قبل منه ذلك لانه جائز عقلا وواقع نقلا إذ هو من جملة الكرامات الخارجة عن الحضر على ممر الاعصار فبعضهم يعلمه بخطاب. وبعضهم يعلمه بكشف حجاب وبعضهم يكشف له عن اللوح المحفوظ حتى يراه ويكفى بذلك ما اخبر به القرآن عن الخضر بناء على انه ولى وهو ما نقل عن جمهور العلماء وجميع العارفين وإن كان الاصح انه نبي وما جاء عن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه انه اخبر عن حمل امرأة انه ذكر وكان كذلك وعن عمر رضى الله تعالى عنه انه كشف له عن سارية وجيشه وهم بالعجم فقال على منبر المدينة وهو يخطب يوم الجمعة يا سارية الجبل يحذره الكمين الذي أراد استئصال المسلمين وما صح عنه صلى الله تعالى

<<  <   >  >>