والعامة تجعل التواتر في معنى الاتصال الذي ليس فيه انقطاع، وهذا
غلط منهم.
وتقول "تأثم" الرَّجل و "تحنَّث" إذا فعل فعلًا يخرج به من الإثم
والحِنْث. والعامة تقولهما لمن وقع في الإثم والحنْث. وتقول: "تتايعت" المصائب على فلان. والعامة تقول: "تتابعت" بالباء. وهو غلط، لأن
"التتايع" في الخير، و "التتابُعَ" في الشر. وتقول: "تَنحَّس" النصارى،
بالحاء، إذا تركوا أكلَ اللحم. والعامة تقول: "تنهس" النصارى، بالهاء، إذا
أكلوا اللحم قبيلَ صومهم. قرأت شيخنا "أبي منصور اللغوي"
قال: هذا غلط في اللفظ وقلب في المعنى إلى ضده. أما اللفظ فإنما يقال
بالحاء، وأما المعنى فإنما يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم، ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه. قال ابن دُرَيْد: هو عربي معروف لتركهم أكل
الحيوان، ويقال: "تنحس" إذا تجوّع، كما يقال: توحَّش.
وكأنه مأخوذ منه، كأنهم تجوعوا من اللحم.
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute