ولم يكتف بتصنيف هذين الكتابين؛ بل عقد أبوابًا في كتابه:"سلوان المصاب بفرقة الأحباب"(١)، تكلم فيها عن الطَّاعون، ويكاد يكون ما ذكره في "سلوان المصاب" شبه تكرار لما تناوله في كتابيه السابقين.
ولم تذكر لنا المصادر سبب اهتمام شيخنا مرعي الكرمي بموضوع الطَّاعون، وهل كان ذلك استجابة لمن طلب منه جمع مسائل عن الطَّاعون كما صرَّح به في مقدمة "ما يفعله الأطبَّاء والدَّاعون"، أو لانشغال الناس في عصره بهذا الموضوع.
ويمكن تلخيص أهم معالم منهجه في هذه الرسالة في النقاط التالية:
* افتتح كتابه بالحديث عن اختلاف العلماء في جدوى التداوي للطاعون من جهة، وتساءل هل ينفع فيه ما ورد من الأدعية والأذكار؟ فنقل كلام العلماء في ذلك وخلافهم، واستأنس بكلام الحافظ ابن القيم والسيوطي، مع الاستشهاد ببعض النصوص عن ابن سينا في الطب.
* بيَّن حقيقة الطَّاعون عند المتقدمين والخلاف فيه، وكان الشيخ مرعي يتدخَّل بتوجيه ما يراه مناسبًا من النصوص، أو ردّ ما يستبعده فكره ورأيه.
* حاول ترجيح كلام أهل العلم والشرع على كلام الأطباء في مسألة وقت ظهور الطَّاعون، وتحديد الأطباء لذلك ببعض الفصول من