«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به»(١).
وأما قوله إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئًا من العبادات رحمة بأمته ورفقًا بهم.
فجوابه أن يقال إنه يجب على كل أحد أن يتبع هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يزيد عليه فإن الزيادة على هديه شر وضلالة كما جاء في الحديث الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:«وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة».
وقال أيضًا:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
وأما قوله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى فضيلة شهر ربيع الأول بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين فقال:«ذلك يوم ولدت فيه».
فجوابه أن يُقال إنه لم يأت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على فضيلة شهر ربيع الأول وإنما جاء عنه الترغيب في صيام يوم الاثنين من كل أسبوع في السنة كلها كما جاء عنه الترغيب في صيام يوم الخميس أيضًا، وقد علل صيامهما بأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى وأنه يحب أن يعرض عمله وهو صائم. وقد
(١) قد تقدم إيراد هذه الأحاديث في ص (١١، ٢٧، ٧٩/ ٨٠).