برسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباع هديه من أعظم أصول الدين كما أن التأسي بغيره من أعظم أصول الشر والفساد قال الله تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} وقال الله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.
الوجه الثاني: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
وفي رواية:«من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» وهذا الحديث من جوامع الكلم وهو أصل من أصول الدين فيدخل في عمومه جميع المحدثات والأعمال التي ليس عليها أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها الاحتفال بالمولد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به ولم يفعله ولم يفعله أصحابه رضي الله عنهم وإنما حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو من ست مائة سنة، وقد قال الشاطبي في كتاب «الاعتصام» هذا الحديث عده العلماء ثلث الإسلام لأنه جمع وجوه المخالفة لأمره عليه السلام، ويستوي في ذلك، ما كان بدعة أو معصية انتهى.
الوجه الثالث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«من رغب عن سنتي فليس مني» وقد كانت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مولده لا تختلف عن سنته في غيرها من الليالي ولم يكن يحتفل بها ويتخذها عيدًا ولا كان يخصها بشيء من الأعمال دون غيرها من الليالي، فمن رغب عن سنته - صلى الله عليه وسلم - في ليلة المولد فهو داخل في عموم قوله:«من رغب عن سنتي فليس مني».