قلت: وفي هذه الزيادة أبلغ رد على من استدل بقصة سعد، رضي الله عنه على جواز القيام المنهي عنه وهو ما قصد به التعظيم فأما الاستدلال بقصة سعد، رضي الله عنه على استحسان القيام عند ذكر ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي غاية البعد والتكلف والتعسف ومن قياس الضلالة على الأمور الجائزة، وهذا القياس الفاسدة مردود بتحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من المحدثات وأمره بردها.
وقال ابن علوي في ص (٣٠) الوجه الرابع كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم تعظيمًا للداخل عليه وتأليفًا كما قام لابنته فاطمة وأقرها على تعظيمها له بذلك وأمر الأنصار بقيامهم لسيدهم فدل ذلك على مشروعية القيام وهو - صلى الله عليه وسلم - أحق من عظم لذلك.
والجواب عن هذا من وجهين أحدهما: أن يقال بل المعروف من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكره القيام وينهى عنه وقال:«لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضًا».
وقد ذكرت الأحاديث الواردة في ذلك قريبًا فلتراجع فما القيام للداخل عليه فلم يرو عنه أنه كان يفعل ذلك إلا مع ابنته فاطمة رضي الله عنها كما في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قال: «ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا وهديًا ودلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة رضي الله عنها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكانت إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في