والمعنى - والله أعلم - أن العلم يتحول في آخر الزمان عند الفساق والمردان السفهاء ونحوهم من السفل والأراذل الذين لا يؤبه لهم, وليسوا من رعاة العلم الذين يحترمونه ويصونونه عما يدنسه ويشينه, فيستهان بهم, ويستهان بالعلم من أجلهم, فلا يقبل منهم, ولا يستمع إلى قولهم.
وأيضًا, فإنهم من أعظم الأسباب لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإتيانهم المنكرات وإنكارهم على من أنكر عليهم شيئًا منها بالشبه والمغالطات كما هو الواقع من كثير منهم في هذه الأزمان, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ألا ترى إلى حال كثير منهم, وما هم عليه من أنواع الفسوق والعصيان. فكثير منهم يتهاونون بالصلاة ويضيعونها, ولا يبالون بها، وسواء عندهم صلوها في جماعة أو فرادى، وفي وقتها أو بعده، حتى أن كثيرًا منهم يكفون على الراديو أكثر الليل ثم ينامون عن صلاة الفجر, فلا يصلونها إلا بعد ارتفاع النهار.
وكثير منهم يتركون صلاة العشاء مع الجماعة إيثارًا للعكوف على الراديو، وربما ترك بعضهم حضور الجمعة لذلك، فأكثرهم لا يزال عاكفًا على أم الملاهي في أكثر أوقاته يستمع إلى المحرمات من غناء المغنيات ونغمات البغايا المتهتكات وأنواع المزامير والمعازف، أو الاستهزاء بالقرآن وقراءته بألحان الغناء والنوح، أو إلى قيل وقال, وخطب أعداء الله وهذيانهم.
وكثير منهم يحلقون لحاهم, ويتشبهون بالمجوس, ومن يحذو حذوهم من طوائف الافرنج وغيرهم من أعداء الله.