للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى ابن جرير عن ضمرة بن ربيعة قال: تلا الحسن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال الحسن: الحمد لله بها, والحمد لله عليها؛ ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جانبه منافق يكره عمله.

الرابعة: كثرة ثواب العاملين في أيام الصبر, وذلك حين يكون الصبر على الدين ومتابعة السنة, كالقبض على الجمر.

الخامسة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل الأعمال في أيام الصبر، وكذلك نشر السنة وإصلاح ما أفسد الناس منها، وقد تقدم في أول الكتاب حديث أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من أدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة كلها من عند آخرها, حتى لا يبقى فيها إلا الفقيه أو الفقيهان, فهما مقهوران مقموعان ذليلان إن تكلما أو نطقا قمعًا وقهرًا واضطهدا وقيل: لهما أتطعنان علينا, حتى يشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم, وتنحل الخمر غير اسمها حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها إلا حلت عليهم اللعنة». الحديث, وفي آخره «فمن أدرك ذلك الزمان, وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر, فله أجر خمسين ممن صحبني, وآمن بي, وصدقني أبدًا» رواه الإمام أحمد وغيره.

وتقدم أيضًا حديث عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي قال: حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنه سيكون في آخر هذه الأمة قوم لهم مثل أجر أولهم, يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقاتلون أهل الفتن». رواه البيهقي في دلائل النبوة.

<<  <   >  >>