أهل النار, فيقولون: بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم. فيقولون: إنا كنا نقول, ولا نفعل».
وروى الإمام أحمد في الزهد عن الشعبي قال: يشرف أهل الجنة في الجنة على قوم في النار, فيقولون: ما لكم في النار، وإنما نعمل بما تعلمونا, فيقولون: إنا كنا نعلمكم, ولا نعمل به.
وروى أبو نعيم في الحلية عن قتادة قال: إن في الجنة كوى إلى النار, فيطلع أهل الجنة من تلك الكوى إلى النار، فيقولون: ما بال الأشقياء, وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم؟ قالوا: إنا كنا نأمركم, ولا نأتمر, وننهاكم, ولا ننتهي.
وروى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن الحسن قال: إذا كنت آمرًا بالمعروف, فكن من آخذ الناس به، وإلا هلكت, وإذا كنت ممن ينهى عن المنكر, فكن من أنكر الناس له، وإلا هلكت.
وروى الطبراني عن الأغر أبي مالك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: من أمر بالحق وعمل بالباطل, وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته, وأن يحبط عمله.
ومن حكم الشعر قول أبي الأسود الدؤلي:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو سقيم
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم