للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا, إنا لم نشرك بالله شيئًا. أمرهم كله طمع ليس معه صدق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أفضلهم في دينه المداهن. وهذا الأثر له حكم المرفوع؛ لأنه إخبار عن أمر غيبي, فلا يقال إلا عن توقيف، والحديث قبله يشهد له.

قال الجوهري المداهنة كالمصانعة.

والأدهان مثله قال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} وقال قوم داهنت بمعنى واريت, وأدهنت بمعنى غششت, وفي القاموس وشرحه دهن الرجل نافق والمداهنة إظهار خلاف ما يضمر كالادهان والادهان الغش.

وقال البغوي في تفسيره: المدهن والمداهن الكذاب والمنافق وهو من الادهان, وهو الجري في الباطن على خلاف الظاهر.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المدهن والمداهن واحد, والمراد به المحابي، والمدهن من يرائي, ويضيع الحقوق, ولا يغير المنكر.

ونقل الحافظ عن ابن بطال كلامًا حسنًا في التفريق بين المداراة الجائزة, وبين المداهنة المحرمة، ونقل أيضًا نحوه عن القاضي عياض والقرطبي، فأما ابن بطال فقال: المداراة من أخلاق المؤمنين, وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول, وذلك من أقوى أسباب الألفة.

وظن بعضهم أن المدارة هي المداهنة فغلط؛ لأن المدارة مندوب إليها, والمداهنة محرمة.

<<  <   >  >>