للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروي عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه قال: «يأتي زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء» قيل: مما ذلك يا رسول الله؟ قال: «مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره».

ومنها قلة العلماء العاملين بعلمهم. وقد روى يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب، قال: سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة, لست أعني رخاء من العيش يصيبه, ولا ما لا يفيده, ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس, فلا يأمرون بالمعروف, ولا ينهون عن المنكر, فعند ذلك يهلكون, ولقد أحسن الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى:

حيث يقول:

وإني لأخشى أن تجيء عواضل ... وليس لها من منكر حين تفتعل

وقد وقع ما كان يخشاه وجاءت عواضل كثيرة فلم تنكر ثم زاد الأمر حتى أنكر على غير واحد ممن أنكر المنكر, وقمعوا وقهروا واضطهدوا وقوبلوا بالإهانة؛ فبعضهم بالضرب، وبعضهم بالحبس, وبعضهم بالكلام العنيف, وسيجتمع المظلومون والظالمون عند حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة.

وقد روى البغوي في تفسيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل، عن الله عز وجل قال: «يقول الله عز وجل: من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة, وإني لأغضب

<<  <   >  >>