للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا رسول الله, أرأيت إن كان فقيرًا لا يجد ما يرضح به، قال: «يأمر بالمعروف, وينهى عن المنكر» قال: قلت يا رسول الله, أرأيت إن كان عييًا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف, وينهى عن المنكر. قال: «يصنع لأخرق» قلت: أرأيت إن كان أخرق أن يصنع شيئًا، قال: «يعين مغلوبًا» قلت: أرأيت إن كان ضعيفًا لا يستطيع أن يعين مغلوبًا، قال: «ما تريد أن يكون في صاحبك من خير, يمسك عن أذى الناس» فقلت: يا رسول الله, إذا فعل ذلك دخل الجنة؟ قال: «ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة». قال المنذري: رواته ثقات, ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه, وقال: صحيح الإسناد.

السابعة: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب النصر والتأييد, وتركهما من أعظم أسباب الذل والخذلان.

قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}.

وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقد حفزه النفس فعرفت في وجهه أنه قد حضره شيء فتوضأ, وما كلم أحدًا, فلصقت بالحجرة استمع ما يقول, فقعد على المنبر, فحمد الله وأثنى عليه وقال: «يا أيها الناس, إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا استجيب لكم, وتسألوني فلا أعطيكم, وتستنصروني فلا أنصركم» فما زاد عليهن حتى نزل).

<<  <   >  >>