للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ميت الأحياء، فقال: إن الله تعالى بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - , فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى, ومن الكفر إلى الإيمان, فاستجاب له من استجاب, فحيي بالحق من كان ميتًا، ومات بالباطل من كان حيًا, ثم ذهبت النبوة, فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكًا عضوضًا, فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه, والحق استكمل, ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافًا يده وشعبة من الحق ترك, ومنهم من ينكر بقلبه كافًا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه, فذلك ميت الأحياء.

وقيل لابن مسعود رضي الله عنه: من ميت الأحياء فقال: الذي لا يعرف معروفًا, ولا ينكر منكرًا.

وهذا والعياذ بالله إنما ينشأ عن اتباع الهوى وقبول الفتن.

قال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.

وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

وفي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا, فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا, فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر

<<  <   >  >>