وقوله: «مثل الصفا» , كناية عن صلابته في الدين, وأن الفتن لا تؤثر فيه، ولهذا قال: «فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض».
قال القاضي عياض ليس تشبيهه بالصفا بيانا لبياضه, لكن صفة أخرى لشدته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل, وأن الفتن لم تلصق به, ولم تؤثر فيه, كالصفا, وهو الحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء. انتهى.
والأسود المرابد: هو ما خالط سواده غيرة.
قال النووي: قال أبو عبيد عن أبي عمرو وغيره: الربدة لون بين السواد والغيرة.
وقال ابن دريد: الربدة لون أكدر.
وقال غيره: هي أن يختلط السواد بكدرة.
وقال نفطويه: المربد الملمع بسواد وبياض، ومنه: تربد لونه, أي: تلون, والله أعلم.
وقوله: «كالكوز مجخيًا» قال سعد بن طارق أحد رواة هذا الحديث: يعني منكوسًا.
وقال الجوهري وغيره من أهل اللغة: التجخية الميل، ومنه قول حذيفة كالكوز مجخيًا أي: مائلا؛ لأنه إذا مال انصب ما فيه.
وقال المنذري: قوله مُجَخِيًا هو بميم مضمونة ثم جيم مفتوحة ثم خاء معجمة مكسورة يعني مائلا, وفسره بعض الرواة بأنه منكوس.
ومعنى الحديث: أن القلب إذا افتتن, وخرجت منه حرمة المعاصي والمنكرات خرج منه نور الإيمان, كما يخرج الماء من الكوز إذا مال أو انتكس,