المصحف يسافر به إلى أرض العدو» (١). وروى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة عن ابن أبي مليكه قال كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول:(كلام ربي كلام ربي).
وفيما ذكرته من الآيات والأحاديث أبلغ رد على ماقرره الكوثري وزعم أنه مراد أبي حنيفة.
وقد قرر الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب «خلق أفعال العباد» نحو ما ذكره إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد قال البخاري: سمعت عبد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: (مازلت أسمع من أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة). قال أبو عبد الله - أي البخاري -: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق). قال الله: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ
(١) * وروى الحاكم في مستدركه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه والياً إلى اليمن قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر" قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي على تصحيحه.