قالوا: إن القرآن المقروء بعلم الله مخلوق فلم يميزوا بين تلاوة العباد وبين المقروء. وقال البخاري أيضاً: (وقد يقال فلان: حسن القراءة ورديء القراءة ولا يقال حسن القرآن ورديء القرآن وإنما نسب إلى العباد القراءة لا القرآن؛ لأن القرآن كلام الرب جل ذكره والقراءة فعل العبد ولا يخفى معرفة هذا القدر إلا على من أعمى الله قلبه ولم يوفقه ولم يهده سبيل الرشاد وليس لأحد أن يشرع في أمر الله عز وجل بغير علم كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء فقيل له إن التلاوة فعل التالي وعمل القارئ فرجع وقال: ظننتهما مصدرين فقيل له: هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك ولو بعثت إلى من كتب عنك فاسترددت ما أثبت وضربت عليه فزعم أن كيف يمكن هذا وقد قلت ومضى فقيل له: كيف جاز لك أن تقول في الله عز وجل شيئاً لا يقوم