لما شخت وفترت همتي، وكلّ عزمي، ودخلت عشر التسعين من عمري.
حضرت مؤتمراً عامّا مرة واحدة، في المؤتمر الإسلامي في القدس سنة ١٩٥٣، الذي شارك فيه رجال من بلاد الإسلام كلها، وقد شرفوني فكلفوني أن أخطب فيه، يوم افتتاحه، فكان مما قلت:
إن الله نزل القرآن وتولى حفظه، فالعاقبة للإسلام، ما في ذلك شك لأن وعد الله هو الحق، والله لا يخلف وعده في سِلمه، فإن عدنا إِلى ديننا، وجعلناه دستور حياتنا، في سلمنا وفي حربنا، جعل الله هذا النصر على أيدينا، فربحنا عز الدنيا والآخرة، وإن كانت الأخرى استبدل بنا قوماً غيرنا فكان الفتح على أيديهم، والنصر لهم، وعدنا نحن كفقراء اليهود، لا دنيا ولا دين- لا قدَّر الله ذلك علينا.