لقد رأت هذه الأمة في تاريخها الطويل، من النصر والهزيمة، والأيام البيض والأيام السود، ما تراه كل أمة، ولكن الذي تواجهه أمة محمد الآن أشد من كل ما واجهت في سالف الأيام، إن أعداءها يكيدون لها الآن كيداً (مدروساً)، يُعدون لحربها خططاً تعمل لها عقول كبيرة جداً، وتُنْفق عليها أموال كثيرة جداً، وتسندها جماعات (بل دول) قوية جداً، ولا نيأس مع ذلك كلِّه من الظفر، لأن الله وضع لنا في أمور الدنيا وأمور الآخرة سنناً لا تختلف، هي مثل السنن التي سنَّها الله للوجود، أعني القوانين التي نسميها القوانين الطبيعية، لا يؤثر فيها اختلاف المكان ولا الزمان: قانون الجاذبية مثلاً الذي وضعه الله يوم خلق العالم، واكتشفه (نيوتون) من قريب، يسري في البلاد التي تتلهب من الحرِّ عند خط الاستواء، وفي الجبال التي يُغطي