إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.
أمّا بعد:
فإنَّ أهلَ العلمِ والتحقيقِ قد صنَّفوا كتبًا كثيرةً في الأحاديث التي اشتُهرت بين الناس، وكَثُر تَرْدَادُها على الألسنة، وكذا أفردوا الأحاديث الغرائبَ بتصانيفَ خاصة، وقلَّ أن يخلوَ تصنيفٌ منها عَنْ فائدةٍ لا توجد في غيره.
ويأتي كتابُ الإمامِ يوسفَ بنِ عبد الهادي من بين تلك الكتبِ التي عُنِيت بجمع الأحاديثِ المشهورةِ بين النَّاسِ مما ليس في صحيحي البخاري ومسلم، وكذا الأحاديثِ الغرائبِ التي لم تقع في كثيرٍ من الكتب المشهورة المتداولة، إلا أنَّه قد تركَ بيانَ حالِ كثيرٍ من أحاديثها، فلم يذكر صحَّتَها مِنْ ضعفها، ومع ذلك فقد اشتملَ تصنيفُه على جملةٍ وافرة من النَّفائسِ والمهمَّات التي التقطها من المسانيدِ والمصنَّفات والمعاجم والأمالي والمشيخات والأجزاء وكتب التاريخِ والطبقاتِ والفوائدِ، ولم