للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما أتى ذكر الخلود بناره على جوده في ذكره والجوازم

تعاظم شأن الخلد في النار كل من تفكر في أسماء رب العوالم (١٤٥)

يشير إلى ما قاله ابن تيمية من:

(أن صفاته تعالى من الرضا والرحمة صفتان ذاتيتان) (١٤٦) . فلا منتهى لرضاه وأن سخطه وعذابه ليسا من صفات ذاته التي يستحيل انعكافه عنها كعلمه وحياته والعفو أحب إليه من الانتقام والرحمة أحب إليه من العقوبة والرضى أحب إليه من الغضب والفضل أحب إليه من العدل ثم إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره وكرمه ولذلك يضيف ما ذكر إلى نفسه وأما العذاب والعقاب فإنهما من مخلوقاته ولذلك لا يسمى بالمعذب والمعاقب بل يفرق بينهما فيجعل هذا من أوصافه وهذا من مفعولاته من الآية الواحدة كقوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} [الحجر: ٤٩ و٥٠] وقال: {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم} [الأعراف: ١٦٧] ومثلها في آخر (الأنعام) فما كان من مقتضى أسمائه وصفاته فإنه يدوم بدوامها ولا سيما إذا كان محبوبا له في أسمائه وصفاته [وأما الشر وهو العذاب فلا يدخل في أسمائه


(١٤٥) إيثار الحق على الخلق (ص ٢١٧)
(١٤٦) الأصل (دائمتان) والتصويب من (الحادي) (٢ / ١٩٨)

<<  <   >  >>