لا يفارق قلبك أنَّ الله عزَّ وجلّ يراك، فينعم بذلك القلب، وتسكنه الخشية والمهابة والحياء والتعظيم، فإِن صبرت على ذلك مدة من الدهر في قيامك وقعودك واشتغالك وبحثك بين يدي الشيخ وأكلك وشربك أرجو أن ترتقي بذلك إلى درجة العارفين من أهل المعاملة لله عزَّ وجلّ والتقوى الباطنة له، يا طوباك ثُمَّ يا طوباك إن وصلت إلى ذلك وعلمتَ علم الحديث والفقه فيُجمع لك بين العلم والعَمل والمعرفة وتصير إِمامًا يُقتدى بك إِن شاء الله تعالى.
[فصل]
وعليك بمفارقة الإِخوان البطالين الذين يخوضون كثيرًا في قيل وقال، وجانب أهل المنكر والفواحش الذين لا همة لهم، ولا يظهرُ عليهم أثر المخافة من الله عزَّ وجلّ، واهرب من هؤلاء فرارك من الأسد، وحاسنهم في السلام والكلام كما قال الله عزَّ وجلّ:{وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}[المزمل: ١٠].
وعليك بصحبة أهل التقوى والورع في الكلام والمأكل والملبس، وأهل الأخلاق المرضية، والوفا في سائر أصناف العالَم من الفقهاء والفُقراء والصُّوفية أهل السُّنَّة الذين يكونون على علم الحديث والأثر وقليل ما هم.
[فصل]
واحفظ قلبك في الصلاة، وكن حاضرًا بين يدي مولاك إذا