الحمدُ للهِ الذي جعل الكعبةَ البيتَ الحرامَ قيامًا للناس وأَمْنًا، وجعل أَفْئِدَةَ النَّاسِ تهوي إليه والمؤمنين يَؤُمُّونَهُ أَمًّا.
والصلاةُ والسَّلام على خير من مشى، بين الحطيم وزَمْزَمَ وطافَ وسعى، ونال في هذه البقاع الشريفة ما تمنَّى.
وعلى آله الطيِّبين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، ما هَبَّت الصبا وما سَاجِعٌ غنَّى.
أمَّا بعدُ:
فممَّا لا يخفى على طلبة العلم وأهله، ما لمكةَ المكرَّمة -شرَّفها الله- من المكانةِ والمنزلةِ في قُلوبِ المؤمنين، فهي مغناطيسُ القلوب، وعند البيت الحرام فيها تسكب العَبَرات طَلَبًا لِمَحْو الخطايا والذنوب. ومِنْ مِننِ الله العظيمة علينا في موسم العشر الأواخر من شهر رمضان -في كل عام- اجتماعُ شمل من الأحبَّة في الله، من أهل العلم وطلبته ومحبيهم والدعاةِ إلى الله عزَّ وجلّ في صحن الحرم المكِّيّ الشريف، تُجاه الكعبة المشرَّفة،