للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المغرب، ونزل هذه الدار، وأومأ إلى دارٍ إلى جانب دار ابن بكير، وخرج إلى المغرب؛ فالخوارج الذين هم بالمغرب، عنه أخذوا.

٥٤ - وقال علي بن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري. وقال الدراوردي: توفي عكرمةُ وكُثَيِّر عَزَّة الشاعر بالمدينة في يوم واحد، فما حمل جنازتهم إلاَّ الزنج، وعجب (١)

-وفي رواية: وعجب الناس- لاجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما: عكرمة يظنّ به أنه يرى رأي الخوارج يُكَفِّرُ بالنظرة! وكُثَيِّر شيعيُّ مؤمنٌ بالرجعة!

٥٥ - وقال يعقوبُ بن سفيان: ثنا ابن أبي أويس، عن مالك، عن أبيه، قال: أُتي بجنازة عكرمة مولى ابن عباس وكُثَيِّرُ عَزَّة بعد العصر؛ فما علمتُ أن أحداً من أهل المسجد حَل حَبْوَتَهُ إليهما. وفي رواية: فما شهدها إلاَّ سودان المدينة؛ وفي رواية: شهد الناس جنازة كُثَيِّر وتركوا جنازة عكرمة!

٥٦ - وقال علي بن المديني: مات عكرمةُ بالمدينة سنة أربع ومائة. قال: فما حَمَلَهُ أحدٌ، اكتَروا [له] (٢) أربعة! وقال المفضل بن فضالة: مات عكرمة وكُثَيِّرُ عَزَّة في يوم واحد، فأخرجتْ جنازتهما، فما علمتُ تخلَّفَ رجل ولا امرأة بالمدينة عن جنازتهما. قال: وقيل: مات اليوم أعلمُ الناس وأَشْعَرُ الناس. قال:


(١) بعدها كلمة غير مقروءة، أكلها التجليد.
(٢) سقطت من الأصل، والتصحيح من "تهذيب الكمال". واكتروا: أي استأجروا.

<<  <   >  >>