وكان قد جالس ابن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها، وتفقه بمسلم بين خالد الزنجي وغيره، ثم صحب الشافعي ورحل معه إلى مصر ولزمه حتى مات الشافعي رحمه الله ثم رجع إلى مكة.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي: ما رأيت أنصح للإسالم وأهله من الحميدي.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت محمد بن عبد الرحمن الهروى يقول: قدمت مكة سنة ثمان وتسعين وقد مات ابن عيينة في أول السنة قبل قدومى بسبعة أشهر فسألت عن أجل أصحاب ابن عيينة فذكر لي الحميدي، فكتبت حديث ابن عيينة عنه.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة.
وذكره أبو عمر النمرى فقال: وكان من الفقهاء المحدثين النبلاء الثقات والحفاظ المأمونين، أخذ عن ابن عيينة وهو صاحبه والمتحقق به وعنده عن وكيع وأبي معاوية والناس، كان أحمد بن حنبل يعظمه ويفضله على أصحاب ابن عيينة.
وسئل أحمد: من أثبت في ابن عيينة، على بن المديني أو الحميدي؟ فقال: الحميدي صاحب الرجل، وأعلم الناس بحديث ابن عيينة وأثبتهم فيه.
٢٩٨ - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور أبو محمد القرشي الزهري البصري، مات سنة ست وخمسين ومائتين.
روى عن: أبي محمد سيان بن عيينة الهلالي المكي.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الطهارة مقرونًأ بابن عمر، وفي الجهاد مقرونًا بإسحاق بن راهويه.
وروى أيضًا عن: أبي محمد مالك بن سعير بن الخمس التميمي الكوفي، وأبي داود سليمان ابن داود الطيالسي البصري، وأبي سعيد حماد بن مسعدة التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري.