للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حدثني أحمد بن محمد قال: نا أبو يحيى الناقد قال: حدثني أبو غسان الدوري قال: كنت عند علي بن الجعد فذكروا حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال للحسن: "إن ابني هذا سيد" فقال: ما جعله الله سيدًا.

وروى أيضًا العقيلي بإسناده عن أبي هاشم زياد بن أيوب الطوسي قال: كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن، فقال: القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه، قال أبو هاشم: وذكرت ذلك لأبي عبد الله أحمد بن حنبل فقال: ما بلغني عنه أشد من هذا.

قال محمد: هذا الذي حكاه العقيلي عن علي بن الجعد شنيع، نسأل الله تعالى العافية والسلامة في الدين والدنيا.

أما الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ فكان رجلاً فاضلاً ورعًا حليمًا سيدًا كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعاه فضله وورعه إلى أن ترك الملك وزال عنه رغبة فيما عند الله (تبارك وتعالى) وأصلح الله به بين فئتين عظمتين من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

روى عنه أنه قال: والله ما أحببت مذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن لي أمر أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن تهراق في ذلك محجنة دم.

وروى أبو ورق عطية بن الحارث الهمجاني أنا أبا الغريف عبيد الله بن خليف الهمداني حدثهم قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفًا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد والحرص على، قتال أهل الشام: وعلينا أبو العمرطة فلما جاءنا صلح الحسن كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ والحزن، فلما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ منا يكني ابا عامر سفيان بن ليلي فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لا تقل يا أبا عامر فإني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.

وأما عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، خيرًا ورعًا إمامًا يقتدي به وأما قول علي بن الجعد ومن قال في القرآن أنه مخلوق لم أعنفه، بل والله أعنفه أشد التعنيف، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما علي بن الجعد هذا فقد تكلموا في مذهبه على ما ذكرناه، وهو عند أكثرهم ثقة في الحديث.

<<  <   >  >>