يحيى بن يحيى إلى الأمير، فقال: يحيى بن يحيى، قال: نعم، قال: أدخله، فدخل إسحاق وناول الرقعة عبد الله بن طاهر، فأخذ عبد الله الرقعة وقبلها، وأقعد إسحاق بجنبه، وقضى دينه ثلاثين ألف درهم وصيره من جلسائه، وكان يحيى بن يحيى لا يختلف إليه، فذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت حمدان السلمي وأبا داود الخفاف يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي تروونه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا .. " كيف ينزل؟ قال: قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب تعالى كيف، إنما ينزل بلا كيف.
قال محمد: ومن أقرانه بالأندلس.
٤٩٢ - يحيى بن يحيى بن كثير بن عيسى بن وسلاس بن (شملل) ابن منغايا أبو محمد المصمودي، كان يتولى بني ليث من أهل قرطبه، مات سنة ثلاث وثلاثين، وقيل مات في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين، وكثير بن عيسى هو الداخل إلى الأندلس ورحل يحيى إلى المشرق وهو ابن ثمان وعشرين سنة، فروى عن: أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، وأبي محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي المكي، وأبي الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمي المصري، وأبي ضمرة أنس ابن عياض بن جعدبة الليثي المدني، وأبي محمد عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري المصري وأبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي المصري وغيرهم.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع القرطبي، وابنه أبو مروان عبد الله بن يحيى؟، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن باز المعروف بابن القزاز، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد وغيرهم. وكان فاضلاً وقورًا عاقلاً، وذكره أبو عمر النمري فقال: كان إمام أهل بلده، والمقتدى به فيهم، والمنظور إليه,