للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُزْوَرًّا (١) مستقبلًا جهة الباب بإمام حنفيٍّ في مقامه المعلوم (٢). هل يجوز أم لا؟

فتقاعستُ عن الجواب، خشيةَ أن أكون ممَّن جازف وأفرط، فكاد يُجَوِّزُ تقديمَ المأموم على الإِمام، أو ممَّن خالف وفرَّط، فكاد يُعَطِّل جانبًا من سُوْحِ (٣) بيته الحرامِ.


(١) أي مائلًا، وذلك عن محاذاة الإِمام من جهة الكعبة.
ينظر: معجم مقاييس اللغة (٣/ ٣٦)؛ والقاموس المحيط ص (٥١٥).
(٢) كان في الحرم المكي أربعة مقامات، لكل إمام مذهب مقام يقتدي به أتباع ذلك المذهب، الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.
قال الشيخ باسلامة في تاريخ عمارة المسجد الحرام ص (٢٢٤): "والذي يظهر لي أنها أحدثت بين القرن الرابع والخامس"، وعن إلغاء هذه المقامات وإبطال التعدُّدية في الصلاة بين المذاهب يقول الشيخ عبد الله غازي في إفادة الأنام (٥/ ٣٠٥ خ): "وفي شهر ربيع الثاني سنة ١٣٤٥ هـ، اجتمع فريق من العلماء الحجازيين والنجديين، وقرَّروا أن تكون الجماعة التي تقام في المسجد الحرام جماعة واحدة، وانتخب من كل مذهب ثلاثة أئمة ومن الحنابلة إمامان يتناوبون في أوقات الصلوات الخمس … وقد وافق جلالة الملك على هذا الترتيب وجرى العمل بمقتضاه وأصبحت الجماعة في الحرم المقدس جماعة واحدة".
وقد تَمَّ هدم هذه المقامات سنة ١٣٧٧ هـ، لتوسعة المطاف كما ذكر ذلك الشيخ الكردي في التاريخ القويم (٥/ ٣٣٠).
وعن وصف المقامات ينظر: رحلة ابن جبير ص (٧٨).
(٣) السُوح: جمع ساحة: أي ساحة المسجد الحرام، وهو المكان الواسع الذي يكون بين الإِمام والكعبة.
ينظر: معحم مقاييس اللغة (٣/ ١١٣)؛ والمعجم الوسيط (١/ ٤٦٠).

<<  <   >  >>