للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقاحها التفكير، ونتاجها التأليف، تخرس منفردة، وتنطق مزدوجة، بلا أصوات مسموعة، ولا ألسن مشحوذة.

وقال أقليدس: الخط هندسة روحانية، وإن ظهرت بآلة جسمانية، فأخذ النّظام معناه وأفرغه في قالب سواه من الألفاظ فقال:

"الخط أصيل في الروح، وإن ظهر بحواسّ الجسد".

وقال جالينوس: الكتابة كلامٌ ميتٌ يتناوله قارئه كيف يشاء، والخطابة كلام حيّ يمكن صاحبه أن يبصره حتى يبلغ منه غرضه.

وقال أرسطاطاليس: الخطُ العلةُ الصورة، والقلم العلة الآلية، والمدادُ العلةُ الهيولانية، والكاتب العلة الفاعلية، والبلاغة العلة التمامية.

وقال أفلاطون: عقول الرجال ظاهرة على خطوطها، كما أن خطوطها باطنة تحت سن أقلامها.

وللحسن بن وهب في نعت قلم: قد راقني كتابك، وآنقني ما ضمنته من وشي بنانك، وأودعته من نسج أقلامك، ونمقته من طرائف خطوطك، وبدائع حروفك، وغنمته فيه من عجائب سطورك، وغرائب فصولك،

<<  <   >  >>