مفتّحة، تلوح في بقق البياض، كطرائف الأنوار في الرياض، فأنت نسيجُ وحك، ونظيم جوهرك، فبارك الله لك فيما أفادك ومن كل خير زادك.
وقال إبراهيم بن جبلة: زارني عبد الحميد الكاتب وأنا أخط خطًا رديًا فقال لي: أتحب أن يجود خطك؟ قلت: نعم. قال: أَطِلْ جلفة قلمك وأَسْمِنها، وحرّف قعلتك وأيْمنها، ففعلتُ فجاد خطي.
ونظر عبد الله بن طاهر إلى كاتب من كتاب ديوانه بخط خطًا رديئًا فقال: نخشوا هذا عن ديواننا فإنه عليل الخط.
وسئل بعض الكتاب عن الخط متى يستحق أن يوصف بالجودة؟ فقال: إذا اعتدلت أقسامه؛ وطالت ألفُه ولامُه، واستقامت سطوره، وضاهى مسوده حدوره، وتفتَّحت عيونُه، ولم تشتبه راؤه ونونه، وأشرق قرطاسُه وأظلمت أنفاسه، ولم تختلف أجناسه، وأسرع إلى العيون تصوره، وإلى القلوب تثمُّره، وقُدرت فصوله، واندمجت أصوله وتناسب دقيقُه وجليلُه، وخرج عن نمط الورّاقين، وبعد عن تصنع المحررين، وقلم لصاحبه مقام اللبسة والحلية كأنه حينئذ كما قيل: