الخوارج مكلبين} وقرأ {واتبعوا ما تبلو الشياطين على ملك}. وإن الوليد ابن عبد الله صلَّى بالناس وهو خليفة فقرأ في أم الكتاب {صراط الذين أنعمتُ عليهم} وقرأ يومًا آخر على المنبر {يا ليتها كانت القاصية} فسمعها عمر بن عبد العزيز فقال: يا ليتها كانت بك.
ثم قلت: ودع هؤلاء، هذا حماد الرواية سمى بشارُ الشاعر به إلى عقبة بن أسلم أمير البصرة أنه يروي جلّ أشعار العرب ولا يحسن من القرآن غير أم الكتاب فامتحنه الأمير بتكليفه القراءة في المصحف فصحَّف فيه عدَّة آياتٍ لم يبق على الحفظ منها إلا عدة وعشرون حرفًا وهي:
{وأوحى ربك إلى النخل أن اتخذي من الجبال بيوتًا} و {من الشجر ومما يفرشون}{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها أباه} و {ليكون لهم عدوًا وحربًا} و {ما يجحد بآياتنا إلا كل جبار كفور} و {بل الذين كفروا في غرّة وشقاق}