أن أبا حاتم حكى عن نفسه أنه كان يقرأ شعر المتلمِّس على الأصمعي.
وأراد أن يقول:
أغنيتُ شأني فأغنوا اليوم شأنكم ... واستحمقوا من مراس الحرب أو كيسوا
فقال: أغنيت شأني، فقال الأصمعي، بالعجلة: فأغنوا اليوم تبسكم إذًا، وأشار إلى أبي حاتم فأضحك منه الحاضرين.
وقال أبو حاتم: كنت أختلف مع أبي عبيدة والأصمعي إلى ذوي الأشراف بالمربد من رهط سليمان بن علي للاستماع إلى ما يقرأ عليهما من الكتب، فقرأ على أبي عبيدة يومًا سليمان بن جعفر شعر عبيد فقال: حال الحريص دون القريض فقال أبو عبيدة: الحرص شؤم وتغافل.
وقرأ عليه يومًا آخر في شعر عنترة:
ذهب الذين فراقهم أتوقع ... وجرى ببينهم الغرابُ الأنقع