للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مما يدعي على الأصمعي فيه التصحيف، والأصمعي يدعي على ابن الأعرابي التصحيف فيه قول الحطيئة:

كفرا سنَتَيْن بالأضياف نقعاً ... على تلك الجفان من التقي

فهذه رواية ابن الأعرابي، والنقع/ عنده النحر، والنقي/: الحوارى، فيقول إنهم كفوا الأضياف سنتين، والأضياف/ عنده جمع ضيف، والجفان/ جمع جفنة.

وأما رواية الأصمعي:

كُفُوا سَنِتِينِ بالأَصياف بُقْعاً ... على تلك الجفارِ من النفيّ

فهذا قلب خمس كلمات في بيت واحد؛ وسنتون/ عند الأصمعي هو من أسنت القوم إذا أجدبوا، والأصياف/ جمع صيف، والبقع/ يعنى أنهم بقع الظهور ومن النفي/ أي ني الأرشية عليه إذا استقوا للناس. والجفار/ جمع الجفر وهو البئر البعيدة. فكان ابن الأعرابي يحلف أن الأصمعي يصحف في روايته فاذا بلغ قوله الأصمعي تمثل بقول القائل:

يُصِيبُ فما يدري، ويخطي فمادَرَى ... وكيف يكونُ النَّوْكُ إلاَّ كذلِك

<<  <   >  >>