للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أن) تطلب المضارع, وتقلبه إلى معنى المصدر, ولا يجوز (فعلت) في موضع (أفعل) إلا في الجزاء, لقوة (إن) في الجزاء من جهة أنها تعمل في الشرط والجواب, وتعقد الجملة الثانية بالأولى, فتصير بمعنى جملة واحدة.

وتقول: والله ما أعدو أن جالستك, أي: ما أجاوز مجالستك, ولا يجوز على معنى المستقبل, لأن المعنى /١٢٤ ب يصح فيه على الماضي, كأنك قلت: ما أجاوز مجالستك في الماضي, فلا يصلح قلبه إلى الاستقبال.

وكذلك إذا قال: ما أعدو أن أجالسك, صلح للمستقبل, كأنه قال: ما أجاوز مجالستك في المستأنف, فـ (أن) لم تقلب الفعل عن معناه.

وقال عبد الرحمن بن الحكم:

على الحكم المأتي يومًا إذا قضى ... قضيته أن لا يجوز ويقصد

فقال: عليه ترك الجور, ورفع (ويقصد) على معنى: وهو يقصد, وليس ذلك بواجب عليه كما يجب عليه أن لا يجوز, فعلى هذا مجرى الكلام في مثل هذا

<<  <   >  >>