للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٦ - وقال: حدثنا غالب بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما قسم اللهُ للعباد شيئًا أفضل من العقل، ونوم العاقل أفضل مِن سهر الجاهل قائمًا وراكعًا وساجدًا،

⦗٧٥⦘

وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل طول الليل والدهر (١) سرمدًا، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل حاجًّا ومعتمرًا، وتخلُّف العاقل أفضل من سفر الجاهل في سبيل الله غازيًا، وضحكُ العاقل أفضل من بكاء الجاهل، ورقاد العاقل أفضل من اجتهاد الجاهل، ولم يبعث الله نبيًّا ولا رسولًا حتَّى يستكمل العقل وكان عقله أفضل من جميع عقل أمته، يكون في أمته من هو أشد منه اجتهادًا ببدنه وجوارحه، وما يضمر في عقله ونيته وفكره أفضل من عبادة المجتهدين، فما أدى العبد فرائض الله حتَّى عقل عنه، ولا انتهى عن محارمه حتَّى عقل عنه، ولا بلغ جميعُ العابدين من الفضائل في عبادتهم ما بلغ العاقل عن ربه، وهم أولوا الألباب الذين قال الله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}) (٢) (٣).


(١) كذا في الأصل و (د) و (ف)، وفي خ: (طول الليل وطول الدهر)، وفي (م): (طول النهار والدهر)، وفي التنزيه: (طول الدهر).
والمعنى: أفضل مِن سهر الجاهل طول الليل، وأفضل من صوم الجاهل طول الدهر، والله أعلم.
(٢) سورة البقرة: الآية (٢٦٩).
(٣) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢٢٣) رقم ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>