تقدم فيما سبق أن أي شرط يفقده الحديث من شروط القبول أمر يجعل الحديث ضعيفاً، والأحاديث الضعيفة تتنوع بتنوع تلك الشروط غير المتوفرة، فمن خلال استقراء الأحاديث الضعيفة، بان لنا واتضح أن الأحاديث الضعيفة على قسمين:
القسم الأول: ماكان سببه عدم الإتصال.
والقسم الثاني: أسباب أخرى.
وسأذكر تفصيل أنواع القسم الأول، ثم أتكلم عن تفصيل القسم الثاني، فأقول وبالله التوفيق:
إن الإتصال: هو سماع الحديث لكل راو من الراوي الذي يليه، فإذا حصل عدم السماع في سند الحديث فيكون ذلك انقطاعاً، فكل ما فقد الاتصال فهو منقطع، لكن العلماء فصلوا في هذه الانقطاعات، ونوعوها على حسب الانقطاع؛ لتسهيل الاصطلاح، ولتنويع أنواع الانقطاعات حسب شدة الضعف، وأول حديث في صحيح البخاري قال فيه الإمام البخاري:
((حدَّثنا الحميدي (١) ، قال: حدَّثنا سفيان (٢) ، قال: حدَّثنا يحيى (٣) بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد (٤) بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة (٥) بن وقّاص الليثي يقول: سمعت عمر (٦) بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...)) .
فهذا سند متصل، فلو فرضنا أن سقطاً في الإسناد حصل، وسقط أحد الرواة، فماذا يسمّى هذا النوع من الانقطاع؟ .
نقول: إذا سقط رقم (١) يسمى الحديث معلّقاً، وإذا سقط رقم (٦) يسمّى الحديث مرسلاً، وإذا سقط رقم (٢) يسمّى الحديث منقطعاً، وإذا سقط رقم (٤ و ٥) يسمّى معضلاً، هكذا نوّع المحدّثون أنواع الانقطاعات؛ لفوائد يدركها الناقد.
وسأبدأ مفصلاً لكل نوع من أنواع الانقطاعات:
ألاً: المنقطع: ما سقط من سنده راو واحد، أو أكثر من واحد لا على التوالي.