ومن أمثلة الشاذ ما رواه عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)) فقد أخطأ عبد الواحد بن زياد وشذّ حينما جعل الحديث من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - والصواب أنه من فعله - صلى الله عليه وسلم - هكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عند ابن ماجه (١١٩٩) ، والنسائي في الكبرى (١٤٥٦) ، وكذا رواه محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح عند البيهقي ٣/٤٥.
وقد صرح جمع من الأئمة بشذوذ رواية عبد الواحد بن زياد منهم البيهقي في السنن الكبرى ٣/٤٥ فقال عن رواية الفعل:((وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس)) ، وكذا نقل الحكم بالشذوذ ابن القيم عن شيخه ابن تيمية في زاد المعاد ١/٣٠٨ فقال:((هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه)) . وبنحو هذا قال الذهبي في الميزان ٢/٦٧٢.
وهذا الشذوذ في جميع المتن، وهناك شذوذ ببعض المتن كزيادة التسمية في حديث أنس في الوضوء؛ فقد روى معمر بن راشد، عن ثابت وقتادة، عن أنس، قال: نظر بعض أصحاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءاً فلم يجده، فقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: هاهنا ماء، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثم قال: توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، والقوم يتوضئون، حتى توضئوا من عند آخرهم.