وهو الدعوات في العالم الإسلامي الآخر وخارجه، لا بد من كلمة إنصاف في حقها، لأني حين تكلمت عن بعض الظواهر المخالفة للسنة فيها ولديها كان كلامي فيه شيء من العموم، وكان من الأولى أن أنصفها، بأن أقول أو أذكر الجوانب الإيجابية والخيرة في الدعوات في سائر العالم الإسلامي، لكن عذري أن الموضوع متعلق بمسألة معينة: وهي الفصل بين العلماء والدعاة، فكان لا بد من إشعاركم بهذه السمات أو الظواهر الخاطئة ابتداءً.
أما الدعوات المعاصرة في شتى العالم الإسلامي وغير الإسلامي التي تحمل لواء الدعوة، فإنه قد يوجد فيها من هو على السنة أفراداً وجماعات: كأنصار السنة وأهل الحديث وأكثر الجماعات السلفية وغيرها، إن فيها خيراً كثيراً برغم ما يعتريها من نواقص ومن خلل. وإذا قارناها بأحوال المسلمين، فإنها أصلح من أحوال عامة المسلمين، ورجالها ودعاتها وشبابها لاشك أنهم أحسنوا حين قاموا بواجب قصر فيه غيرهم، ويكفيهم أنهم احتسبوا الدعوة إلى الله- سبحانه وتعالى- ورفعوا راياتها وتحملوا المشاق والعداء من أجل الإسلام، وانتصروا للإسلام في قضاياه الخارجية والداخلية، كل منهم بقدر جهده وبأسلوبه.