أن يُسلك في تقويم الدعوات- جميعاً، خاصة في هذا الوقت.
فالمناصحة يجب أن تتركز على النقد الهادف المنصف المشفق الناصح، وأن يصحبها شيء من الرفق، وإقامة الدليل، وبيان الحجة دون الإشارة إلى الخطأ الجارح، أو اللمز به، أو السب، أو التجريح، أو التخطئة أو اتهام النيات والقلوب أو الاستفزاز أو غير ذلك مما يفيد المنصوح، ولا يؤدي إلى استفزازه وإلى تماديه في خطئه، ولا مانع عند البيان والتقويم العام من ذكر أخطاء الدعوات، لكن بشرط ألا نشخص ولا نشهر ولا نسمي لغير ضرورة، وإنما على القاعدة الشرعية التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينصح بها وهي «ما بال أقوام»(١) .
فأسلوب المناصحة الشرعي يجب أن يكون بعيداً عن التهجم والقدح والتجريح أو الإلزام بما لا يلزم، أو حتى الإلزام بالخطأ وإن كان واضحاً صريحاً. إذا صرح المخالف بعدم التزامه.
(١) وردت في كثير من الأحاديث الصحيحة، منها على سبيل المثال: *ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس- مرفوعاً: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام و ... » الحديث. *وما أخرجاه- أيضاً- من حديث عائشة- مرفوعاً: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ... » . *: وما أخرجه البخاري وغيره من حديث أنس مرفوعاً: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء ... » . وأحياناً يرد بلفظ: «ما بال أحدكم» كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم: «ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه؟ ... » الحديث وأحياناً بلفظ: «ما بال رجال يواصلون؟ إنكم لستم مثلي ... » أخرجه مسلم عن أنس وأحياناً: «ما بال الذين يرمون بأيديهم في الصلاة كأنها أذناب الخيل الشمس؟..» أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي من حديث جابر بن سمرة.