للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وكان في الموقف فتى شديد الخنزوانة قد انتصب كالأسطوانة. فلما أدبر الشيخ قال: إني لأعرف هذا الخبيث، وقد رابني ذكره القلب في الحديث. فاقلبوا البيتين، لعل بهما شيئاً من الشين. فابتدر رجل إلى قلبهما، بعد كتبهما، وإذا هو يقول بهما:

منن لهم شحت، فما سمحوا ... شيم لهم ساءت، فما حلموا

سنن لهم ضلت، فلا رشدوا ... قدم لهم زلت، فلا سلموا

فلما سمع القوم ذلك استشاطوا غضباً وقالوا: من لنا برد هذا الرجيم فنجعله للناس أدباً؟ أنا لها فإني أعلم بمهب ريحه ومدب طليحة. فأركبوه متن طمرة، وقالوا: هلا يا ابن الحرة! قال سهيل: وكنت عرفت سريرة تلك الصناعة، فانسللت في أثر الفتى من بين الجماعة. فما أدركته إلا على بريد، وإذا هو قد جلس بين الخزامي وابنته على ذلك الصعيد، فلما رآني وثب إلي وقال: لا يفل الحديد إلا الحديد. فاهتز الشيخ تيهاً، وأنشد بديهاً:

<<  <   >  >>