للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشد:

قد صدق الغلام في ما يدعي ... فإنه مذ أشهر لم يشبع

مزملٌ في السمل المرقع ... موسدٌ فوق الحصى واليرمع

يبيت طول ليله لم يهجع ... يدعو إلى الله بقلبٍ موجع

لكنني شيخٌ شديد الزمع ... إذ نهضت بكرةً من مضجعي،

أمشي كما تمشي ذوات الأربع ... قد بعت حتى إنني لم أدع

سواه عندي من جميع السلع، ... فصرت كالطفل الصغير المرضع

لا زاد في بيتي ولا مال معي، ... فإن أردت بيعه لم يقع

لي في الحيوة بعده من مطمع ... فهو أنيسي في الخلاء البلقع

وسندي في عثرةٍ أو مصرع، ... أراه في حديثه كالأصمعي

وفي الدهاء كقصير الأجدع ... وفي المضاء مثل سيف تبع

يقوم بالأمر قيام المسرع، ... وهو إذا ولى قريب المرجع

ويحفظ الود بلا تصنع ... كحفظه سرائر المستودع

فانظر إلى ما نحن فيه واسمع

<<  <   >  >>