بهيجة أنيقة. والدواليب حولها تحن حنين الناقة الرؤوم، وتئن أنين المدنف السؤوم. فجعلنا نتخير الأفياء، حتى انتهينا إلى ظلال لمياء. فجلسنا وقد أطاعنا العاصي، وتسخرت لنا مياهه من الأقاصي. وأخذنا نجتني الثمار الذوابل من الأفنان السوابل، وقد رقص البلبل على نغمات البلابل. وإذا قوم من كرام الوجود سيماهم في ناضرة، إلى ربها ناظرة. وهم يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون لما تقدم وما تأخر من ذنبهم. فلما رآهم الشيخ قال: أعوذ برب الناس، وجعل يضرب أخماساً لأسداس! ثم قال: يا بني كنت قد عزمت أن أنتبذ مكاناً قصياً، ولا أكلم اليوم إنسياً. ولكن ما كل رامي غرض يصيب، وكل وافد له نصيب. فلم يكن إلا كتلاوة أم القرآن،