للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى تقدم القوم يخطرون كالمران. ولما كانوا منا بمسمع، جلسوا على رصيف من اليرمع. وأخذوا يتداولون الأحاديث المسندة، ويتناشدون الأشعار العربية والمولدة. فقال الشيخ: التجلد، ولا التبلد. ثم أقبل علي كأنما أنشط من عقال وخلل عذاريه وقال: يا بني إنني خضت القفار، وكشفت الأسرار. وشاهدت بين الإدبار والإقبال، في السهول والجبال، ما لم يخطر لبشر ببال. فكم رأيت إبرة تطلب، وخيطاً يهرب. وثعلباً في جبة، وأرنبة في قبة. وغزالة في السماء وجمرة في الماء. وكوكباً في مقلة، وشهاباً في حقله. وهلالاً في راحة ونجماً في ساحة. وقوماً يحبسون الناصح،

<<  <   >  >>