الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أَوْلَاد بَنَاته ينسبون إِلَيْهِ وَلم يذكرُوا بذلك فِي أَوْلَاد بَنَات بَنَاته، فالخصوصية للطبقة الْعليا فَقَط فأولاد فَاطِمَة الْأَرْبَع أم كُلْثُوم زَوْجَة عمر ولدتْ مِنْهُ زيدا ورقية، ثمَّ تزوجتْ بعده ولد عَمها ابْن جَعْفَر، فَولدت لَهُ ثَلَاثَة عون فمحمد فعبد الله وَلم يلد لأحد مِنْهُم، وَزَيْنَب الَّتِي الْكَلَام فِيهَا وَالْحسن وَالْحُسَيْن فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة ينسبون إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَوْلَاد الْحسن وَالْحُسَيْن ينسبون إِلَيْهِمَا فينسبون إِلَيْهِ بِخِلَاف أَوْلَاد زَيْنَب وَأم كُلْثُوم فَإِنَّهُم إِنَّمَا ينسبون إِلَى أبويهما عمر وَعبد الله لَا إِلَى الْأُم وَلَا إِلَى جدهما عملا بقاعدة الشَّرْع إِن الْوَلَد يتْبع أَبَاهُ فِي النّسَب لَا أمه، وَإِنَّمَا خرج أَوْلَاد فَاطِمَة وَحدهَا خُصُوصِيَّة لَهُم وَذَلِكَ مَقْصُور على ذُرِّيَّة الْحسن وَالْحُسَيْن كَمَا يدل لَهُ حَدِيث الْحَاكِم (لكل بني أم عَصَبة إِلَّا ابْني فَاطِمَة فَأَنا وليهما وعصبتهما) فَخص الانتساب والتعصيب بهما دون أختيهما، وَلِهَذَا جرى الْخلف كالسلف على أَن ابْن الشَّرِيفَة من غير شرِيف غير شرِيف، وَلَو عمَّتْ الخصوصية أَن ابْن كل شريفة شرِيف تحرم عَلَيْهِ الصَّدَقَة وَلَيْسَ كَذَلِك، وَلَا يخْتَص ذَلِك بالْحسنِ وَالْحُسَيْن إِلَّا لانحصار الْأَمر فيهمَا وَإِلَّا لَو فُرض إِدْخَال زَيْنَب، وأعقبتْ ذكرا كَانَ مثلهَا وَإِن لم يكن أَبوهُ شريفاً هاشمياً لِأَن الشّرف لم يَأْتِ إِلَيْهِمَا إِلَّا من جِهَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا غَيره. وَاعْلَم أَن اسْم الشريف كَانَ يُطلق فِي الصَّدْر الأول على من كَانَ من أهل الْبَيْت وَلَو عباسِّياً أَو عقيلياً، وَمِنْه قَول المؤرخين: الشريف العباسي، الشريف الزَّيْنَبِي؛ فَلَمَّا ولى الفاطميون بِمصْر قصروا الشّرف على ذُرِّيَّة الْحسن وَالْحُسَيْن فَقَط وَاسْتمرّ ذَلِك إِلَى الْآن.
وَأما الْعَلامَة الخضراء فَلَا أصل لَهَا وَإِنَّمَا حدثت سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بِأَمْر الْملك شعْبَان بن حسن، وَقَالَ فِيهَا الشُّعَرَاء مَا يطول ذكره، وَمِنْه قَول ابْن جَابر الأندلسي شَارِح الألفية الْمَشْهُور بالأعمى والبصير: جعلُوا لأبناء الرَّسُول عَلامَة إِن الْعَلامَة شَأْن مَنْ لم يُشْهر نور النبؤّة فِي وسيم وُجُوههم يُغني الشريف على الطّراز الْأَخْضَر فَإِذا كَانَت حَادِثَة فَلَا يُؤمر بهَا الشريف وَلَا يُنْهى عَنْهَا غَيره على مَا قَالَه الْجلَال السُّيُوطِيّ. قَالَ: لِأَن النَّاس مضبوطون بأنسابهم وَلَيْسَ الْعَلامَة مِمَّا ورد بهَا الشَّرْع فَيَنْبَغِي إِبَاحَة وَضعهَا أقْصَى مَا فِي الْبَاب أَنه حدث التَّمْيِيز بهَا لهَؤُلَاء وَقد يسْتَأْنس لَهَا بقوله تَعَالَى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذالِكَ أَدْنَىاأَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الْأَحْزَاب: ٥٩] وَقد اسْتدلَّ بهَا بعض الْعلمَاء على تَخْصِيص أهل الْعلم بلباس يختصون بِهِ من تَطْوِيل الأكمام وإدارة الطيلسان وَنَحْو ذَلِك ليعرفوا فيبجَّلوا تكريماً للْعلم، وَهَذَا وَجه حسن انْتهى.
وَلَا يدْخل غير ذُرِّيَّة الْحسن وَالْحُسَيْن فِي الْوَقْف على الْأَشْرَاف وَالْوَصِيَّة لَهُم، لِأَن الْوَقْف وَالْوَصِيَّة منوطان بعرف الْبَلَد وَعرف مصر وَنَحْوهَا اختصاصهم بذرية الْحسن وَالْحُسَيْن لَا غير.
١٣٤ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: عَن حَدِيث (مَنْ تبسَّم فِي وَجه غَرِيب ضحك الله فِي وَجهه يَوْم الْقِيَامَة) من رَوَاهُ؟ فَأجَاب بقوله: رَوَاهُ الديلمي. وروى أَيْضا: (الْغَرِيب إِذا مرض حِين ينظر عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله وَعَن أَمَامه وَعَن خَلفه فَلَا يرى أحدا غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه) وَرَوَاهُ ابْن النجار، وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ بِزِيَادَة (أَن لَهُ بِكُل نفس تنفس يمحو الله عَنهُ ألفي ألف سَيِّئَة وَيكْتب لَهُ ألفي ألف حَسَنَة) لَكِن فِي سَنَده مَتْرُوك.
١٣٥ - وَسُئِلَ نفع الله بِعُلُومِهِ: إِن الْإِسْلَام بدا غَرِيبا وَسَيَعُودُ كَمَا بدا غَرِيبا أَلا لَا غُرْبة على مُؤمن، مَا مَاتَ مُؤمن فِي غربَة غَابَتْ عَنهُ فِيهَا بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأٌّرْضُ} [الدُّخان: ٢٩] وَأعْرض، ثمَّ قَالَ: إنَّهُمَا لَا يَبْكِيَانِ على كَافِر) من رَوَاهُ؟ فَأجَاب بقوله: رَوَاهُ ابْن جرير، وَابْن أبي الدُّنْيَا.
١٣٦ - وَسُئِلَ رَضِي الله عَنهُ: عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: التوكؤ على الْعَصَا من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَكَّأ عَلَيْهِمَا. من رَوَاهُ؟ فَأجَاب بقوله: رَوَاهُ ابْن عدي. وروى الديلمي بِسَنَدِهِ حَدِيث (حَمْلُ الْعَصَا عَلامَة الْمُؤمن وسُنَّة الْأَنْبِيَاء) وروى أَيْضا حَدِيث: (كَانَت الْأَنْبِيَاء يفتخرون بهَا تواضعاً لله عز وَجل) . وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف حَدِيث (إنْ أَنا اتخذ الْعَصَا فقد اتخذها أبي إِبْرَاهِيم) . وَأخرج ابْن مَاجَه: (خرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ متوكىء على عَصَاهُ) .
١٣٧ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: عَن حَدِيث (لَيْسَ خَيركُمْ من ترك الدُّنْيَا للآخرة وَلَا الْآخِرَة للدنيا وَلَكِن خَيركُمْ من أَخذ من هَذِه لهَذِهِ) من رَوَاهُ؟ فَأجَاب بقوله: رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر والديلمي بِلَفْظ (لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ من ترك دُنْيَاهُ لآخرته وَلَا آخرته لدنياه حَتَّى يُصِيب مِنْهُمَا جَمِيعًا فَإِن الدُّنْيَا بَلَاغ إِلَى الْآخِرَة وَلَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute