للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقعت من غير ادِّعَاء نبوة والكرامة تقترن بِدَعْوَى الْولَايَة أَو تظهر على يَد الْوَلِيّ من غير دَعْوَى شَيْء وَهُوَ الْأَكْثَر فَمن أُولَئِكَ الْأَئِمَّة الإِمَام أَبُو بكر بن فورك وَعبارَته المعجزات دلالات الصدْق ثمَّ أَن ادّعى صَاحبهَا النُّبُوَّة فالمعجزة تدل على صدقه فِي مقَالَته فَإِن أَشَارَ صَاحبهَا إِلَى الْولَايَة دلّت المعجزة على صدقه فِي مقَالَته فتسمى كَرَامَة وَلَا تسمى معْجزَة وَإِن كَانَت من جنس المعجزات وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَمُلَخَّص عبارَة أرشاده الَّذِي صَار إِلَيْهِ أهل الْحق انخراق الْعَادَات فِي حق الْأَوْلِيَاء ثمَّ مجوزوا الكرامات تحزبوا أحزابا فَمنهمْ من شَرط أَن لَا يختارها الْوَلِيّ وَبِهَذَا فرقوا بَينهَا وَبَين المعجزة وَهَذَا غير صَحِيح وَمِنْهُم من منع وُقُوعهَا على قَضِيَّة دَعْوَى الْولَايَة لِئَلَّا تشابه المعجزة وَهَذَا غير مرضِي عندنَا بل قد تقع مَعَ دَعْوَى ذَلِك وَمن بعض أَصْحَابنَا من شَرط أَن لَا تكون معْجزَة لنَبِيّ كانفلاق الْبَحْر وإحياء الْمَوْتَى وَهَذَا غير سديد والمرضي عندنَا تَجْوِيز جملَة خوارق الْعَادَات فِي معَارض الكرامات ثمَّ ذكر بعد أَن الْكَرَامَة والمعجزة لَيْسَ بَينهمَا فرق إِلَّا وُقُوع المعجزة على حسب دَعْوَى النُّبُوَّة والكرامة دون ادعائه النُّبُوَّة وَالْإِمَام أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ فَإِنَّهُ شَرط فِي تَسْمِيَة الخارق معْجزَة اقترانه بِدَعْوَى النُّبُوَّة فَاقْتضى أَنه لَا فرق بَينهَا وَبَين الْكَرَامَة إِلَّا ذَلِك وَمن ثمَّ قَالَ فِي كِتَابه الاقتصاد فِي الإعتقاد لما ذكر خوارق الْعَادَات فِي الكرامات وَذَلِكَ أَي خرق الْعَادة مِمَّا لَا يَسْتَحِيل فِي نَفسه لِأَنَّهُ مُمكن لَا يُؤَدِّي إِلَى بطلَان المعجزة لِأَن الْكَرَامَة عبارَة عَمَّا يظْهر من غير اقتران التحدي فَإِن كَانَ مَعَ التحدي فَإنَّا نُسَمِّيه معْجزَة وَالْفَخْر الرَّازِيّ الْبَيْضَاوِيّ فَإِنَّهُمَا لم يفرقا بَينهمَا إِلَّا بتحدي النُّبُوَّة وَكَذَلِكَ حَافظ الدّين النَّسَفِيّ فَإِنَّهُ قَالَ لَا يُقَال لَو جَازَت الْكَرَامَة ولانسد طَرِيق الْوُصُول إِلَى معرفَة النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - لِأَن المعجزة تقارن دَعْوَى النُّبُوَّة وَلَو ادَّعَاهَا الْوَلِيّ كفر من سَاعَته وسبقهم لذَلِك الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي حَيْثُ قَالَ شَرَائِط المعجزات كلهَا أَو أَكْثَرهَا تُوجد فِي الْكَرَامَة إِلَّا دَعْوَى النُّبُوَّة قَالَ الإِمَام اليافعي بعد نَحْو ذَلِك عَن هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة وَغَيرهم فَهَؤُلَاءِ اتَّفقُوا على أَن الْفَارِق بَينهمَا هُوَ تحدي النُّبُوَّة فَقَط وَلم يشْتَرط أحد مِنْهُم كَون الْكَرَامَة دون المعجزة فِي جِنْسهَا وعظمها فَدلَّ ذَلِك على جَوَاز استوائهما فِيمَا عد التحدي كَمَا صرح بِهِ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فَيجوز اجْتِمَاعهمَا فِيمَا عدا التحدي من سَائِر الخوارق حَتَّى إحْيَاء الْمَوْتَى فَفِي رِسَالَة الْقشيرِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي عبد الله التسترِي أحد كبار مَشَايِخ الرسَالَة أَنه خرج غازيا فِي سَرِيَّة فَمَاتَ الْمهْر الَّذِي تَحْتَهُ وَهُوَ فِي الْبَريَّة فَقَالَ يَا رب أعرناه حَتَّى نرْجِع إِلَى تستر يَعْنِي قريته فَإِذا الْمهْر قَائِم فَلَمَّا غزا وَرجع إِلَى تستر قَالَ لِابْنِهِ يَا بني خُذ السرج عَن الْمهْر فَقَالَ إِنَّه عرق فيضره الْهَوَاء فَقَالَ يَا بني إِنَّه عَارِية فَأخذ السرج فَوَقع الْمهْر مَيتا وفيهَا أَنه انْطلق للغزو على حِمَاره فَمَاتَ فَتَوَضَّأ وَصلى ودعا الله أَن يبْعَث لَهُ حِمَاره وَلَا يَجْعَل عَلَيْهِ منَّة لأحد فَقَامَ الْحمار ينفض أُذُنَيْهِ وفيهَا أَيْضا عَن أَعْرَابِي أَنه سقط جمله مَيتا وَوَقع رَحْله وقتبه فَدَعَا ربه فَقَامَ الْجمل وفوقه رَحْله وقتبه وفيهَا أَيْضا عَن سهل التسترِي أَنه قَالَ الذاكر لله على الْحَقِيقَة لَو هم أَن يحيى الْمَوْتَى لفعل يَعْنِي بِإِذن الله تَعَالَى وَمسح بِيَدِهِ على عليل بَين يَدَيْهِ فبرئ وَقَامَ قَالَ اليافعي وَأَخْبرنِي بعض صالحي أهل الْيمن أَن الشَّيْخ الأهدل بِالْمُهْمَلَةِ شيخ أبي الْغَيْث رَحِمهم الله كَانَت عِنْده هرة يطْعمهَا فضربها الْخَادِم فَقَتلهَا ورماها فِي خربة فَسَأَلَهُ الشَّيْخ عَنْهَا بعد لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاث فَقَالَ لَا أَدْرِي فناداها الشَّيْخ فَأَتَت إِلَيْهِ وأطعمها على عَادَته قَالَ وَأَخْبرنِي مغربي صَالح عَالم أعتقده بِإِسْنَادِهِ أَن بعض أَصْحَاب الشَّيْخ أبي يُوسُف الدهماني مَاتَ فَحزن عَلَيْهِ أَهله فَأتى إِلَيْهِ وَقَالَ قُم بِإِذن الله تَعَالَى فَقَامَ وعاش بعد ذَلِك مَا شَاءَ الله تَعَالَى من الزَّمَان وَقَالَ وَمن الْمَشْهُور مَا روى مُسْندًا من خمس طرق عَن جمَاعَة من الشُّيُوخ الأجلاء أَن القطب الشَّيْخ عبد الْقَادِر نفع الله بِهِ جَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة بِوَلَدِهَا وَخرجت عَنهُ لله وَله فَقبله ثمَّ أمره بالمجاهدة فَدخلت أمه عَلَيْهِ يَوْمًا فَوَجَدته نحيلا مصفرا يَأْكُل قرص شعير فَدخلت على الشَّيْخ فَوجدت بَين يَدَيْهِ إِنَاء فِيهِ عظم دجَاجَة قد أكلهَا فَقَالَت يَا سَيِّدي تَأْكُل لحم الدَّجَاج وَيَأْكُل ابْني خبز الشّعير فَوضع يَده على ذَلِك الطَّعَام وَقَالَ قومِي بِاللَّه محيي الْعِظَام فَقَامَتْ الدَّجَاجَة سوية وصاحت فَقَالَ الشَّيْخ إِذا صَار ابْنك هَكَذَا فَليَأْكُل الدَّجَاج وَمَا شَاءَ وَقَالُوا مرت بمجلسه حدأة فِي يَوْم شَدِيد الْحر وَهُوَ يعظ النَّاس فشوشت على الْحَاضِرين فَقَالَ يَا ريح خذي رَأس هَذِه الحدأة فَوَقَعت لثاني وَقتهَا بِنَاحِيَة ورأسها فِي نَاحيَة فَنزل الشَّيْخ وَأَخذهَا فِي يَده وَأمر يَده

<<  <   >  >>