للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تطيب الْحَيَاة لأهل الْخَيْر بل لَا يبْقى فِي الأَرْض خير وَمَا ذكرته من حَيَاة الْخضر هُوَ الَّذِي قطع بِهِ الْأَوْلِيَاء وَرجحه الْفُقَهَاء والأصوليون وَأكْثر الْمُحدثين وَقد اجْتمع بِهِ وَأخْبر عَنهُ من لَا يُحْصى من الصديقين والأولياء فِي كل زمَان بل وَالله لقد أخبروني أَنه اجْتمع بِي وسألني عَن شَيْء فأجبته وَلم أعرفهُ لِأَنَّهُ لم يعرفهُ إِلَّا صَاحب استعداد مِمَّن شَاءَ الله ومبالغة ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِنْكَار حَيَاته علو مِنْهُ إِذْ هُوَ إِنْكَار للشمس وَلَيْسَ دونهَا حجاب بل كَلَامه فِيهِ متناقص لِأَنَّهُ روى فِي حَيَاته أَربع رِوَايَات بِالْأَسَانِيدِ الْمُتَّصِلَة عَن عَليّ وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنْهُم وَكَذَلِكَ إِنْكَاره على أكَابِر من الصُّوفِيَّة أَشْيَاء صدرت عَن أَحْوَال لَا يعرفهَا وعلوم لَا يُدْرِكهَا وَلَا يفهمها وَالْعجب مِنْهُ أَنه يحْكى عَنْهُم كَلِمَات عَظِيمَة عَجِيبَة يطرز بهَا كَلَامه ثمَّ ينكرها عَلَيْهِم فِي مَوضِع آخر انْتهى كَلَام اليافعي مُلَخصا والْحَدِيث الَّذِي ذكره إِن صَحَّ فِيهِ فَوَائِد خُفْيَة مِنْهَا أَنه مُخَالف للعدد السَّابِق قبله وَقد يُجَاب بِأَن تِلْكَ الْأَعْدَاد اصْطِلَاح بِدَلِيل وُقُوع الْخلاف فِي بَعضهم كالأبدال فقد يكونُونَ فِي ذَلِك الْعدَد نظرُوا إِلَى مَرَاتِب عبروا عَنْهَا بالأبدال والنقباء والنجباء والأوتاد وَغير ذَلِك مِمَّا مر والْحَدِيث نظر إِلَى مَرَاتِب أُخْرَى وَالْكل متفقون على وجود تِلْكَ الْأَعْدَاد وَمِنْهَا أَنه يقتضى أَن الْمَلَائِكَة أفضل من الْأَنْبِيَاء وَالَّذِي دلّ عَلَيْهِ كَلَام أهل السّنة وَالْجَمَاعَة إِلَّا من شَذَّ مِنْهُم أَن الْأَنْبِيَاء أفضل من جَمِيع الْمَلَائِكَة وَمِنْهَا أَنه يَقْتَضِي أَن مِيكَائِيل أفضل من جِبْرَائِيل وَالْمَشْهُور خِلَافه وَأَن إسْرَافيل أفضل مِنْهُمَا وَهُوَ كَذَلِك بِالنِّسْبَةِ لميكائيل وَأما بِالنِّسْبَةِ لجبريل فَفِيهِ خلاف والأدلة فِيهِ متكافئة فَقيل جِبْرِيل أفضل لِأَنَّهُ صَاحب سر الْمَخْصُوص بالرسالة إِلَى الْأَنْبِيَاء وَالرسل والقائم بخدمتهم وتربيتهم وَقيل إسْرَافيل لِأَنَّهُ صَاحب سر الْخَلَائق أَجْمَعِينَ إِذْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ فِي جَبهته لَا يطلع عَلَيْهِ غَيره وَجِبْرِيل وَغَيره إِنَّمَا يتلقون مَا فِيهِ عَنهُ وَهُوَ صَاحب الصُّور الْقَائِم ملتقما لَهُ ينْتَظر السَّاعَة وَالْأَمر بِهِ لينفخ فِيهِ فَيَمُوت كل شَيْء إِلَّا من اسْتثْنى الله ثمَّ بعد أَرْبَعِينَ سنة يُؤمر بالنفخ فيحيون ثمَّ يبعثون وَاعْلَم أَن هَذَا الحَدِيث لم أر من خرجه من حفاظ الْمُحدثين الَّذين يعْتَمد عَلَيْهِم لَكِن وَردت أَحَادِيث تؤيد كثيرا مِمَّا فِيهِ مِنْهَا حَدِيث أبي نعيم فِي الْحِلْية خِيَار أمتِي كل قرن خَمْسمِائَة والأبدال أَرْبَعُونَ فَلَا الْخَمْسمِائَةِ ينقصُونَ وَلَا الأبدال كلما مَاتَ مِنْهُم رجل أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ وَأدْخلهُ فِي الْأَرْبَعين مَكَانَهُ يعفون عَمَّن ظلمهم ويحسنون لمن أَسَاءَ إِلَيْهِم ويتسامتون فِيمَا آتَاهُم الله وهم فِي الأَرْض كلهَا وَمِنْهَا حَدِيث أَحْمد الأبدال فِي هَذِه الْأمة ثَلَاثُونَ رجلا قُلُوبهم على قلب إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن كلما مَاتَ رجل أبدل الله مَكَانَهُ رجلا وَلَا تخَالف بَين الْحَدِيثين فِي عدد الأبدال لِأَن الْبَدَل لَهُ إطلاقان كَمَا يعلم من الْأَحَادِيث الْآتِيَة فِي تخَالف علاماتهم وصفاتهم أَو أَنهم قد يكونُونَ فِي زمَان أَرْبَعِينَ وَفِي آخر ثَلَاثِينَ لَكِن يُعَكر على هَذَا رِوَايَة وَلَا الْأَرْبَعُونَ كلما مَاتَ رجل الخ وَالرِّوَايَة الْآتِيَة وهم أَرْبَعُونَ رجلا كلما مَاتَ الخ وَمِنْهَا حَدِيث الطَّبَرَانِيّ أَن الأبدال فِي أمتِي ثَلَاثُونَ بهم تقوم الأَرْض وبهم يمطرون وبهم ينْصرُونَ وَحَدِيث ابْن عَسَاكِر أَن الأبدال بِالشَّام يكونُونَ وهم أَرْبَعُونَ رجلا بهم تسقون الْغَيْث وبهم تنْصرُونَ على أعدائكم يصرف بهم عَن أهل الأَرْض الْبلَاء وَالْغَرق وَمِنْهَا حَدِيث الطَّبَرَانِيّ الأبدال فِي أهل الشَّام وبهم تنْصرُونَ وبهم ترزقون وَمِنْهَا حَدِيث أَحْمد الأبدال بِالشَّام وهم أَرْبَعُونَ رجلا كلما مَاتَ رجل أبدل الله مَكَانَهُ رجلا تسقون بهم الْغَيْث وتنصرون بهم على الْأَعْدَاء وَيصرف عَن أهل الشَّام بهم الْعَذَاب وَمِنْهَا حَدِيث الْجلَال الَّذِي رَوَاهُ فِي كرامات الْأَوْلِيَاء وَرَوَاهُ الديلمي أَيْضا الأبدال أَرْبَعُونَ رجلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَة كلما مَاتَ رجل أبدل الله مَكَانَهُ رجلا كلما مَاتَ امْرَأَة بدل الله مَكَانهَا امْرَأَة وَمِنْهَا خبر الْحَاكِم عَن عَطاء مُرْسلا الأبدال من الموَالِي وَمِنْهَا خبر ابْن أبي الدُّنْيَا مُرْسلا عَلامَة أبدال أمتِي أَنهم لَا يلعنون شيأ أبدا وَرَفعه معضل وَمِنْهَا خبر ابْن حبَان لَا تخلوا الأَرْض من ثَلَاثِينَ وَثَمَانِينَ مثل إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون وَمِنْهَا خبر الْبَيْهَقِيّ أَن أبدال أمتِي لم يدخلُوا الْجنَّة بأعمالهم وَلَكِن إِنَّمَا دخلوها برحمة الله وسخاوة الْأَنْفس وسلامة الصَّدْر وَرَحْمَة لجَمِيع الْمُسلمين وَمِنْهَا خبر الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط لن تَخْلُو الأَرْض من أَرْبَعِينَ رجلا مثل خَلِيل الرَّحْمَن بهم تسقون وبهم تنْصرُونَ مَا مَاتَ مِنْهُم أحد إِلَّا أبدل الله

<<  <   >  >>