للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَكَانَهُ آخر وَمِنْهَا خبر ابْن عدي فِي كَامِله البدلاء أَرْبَعُونَ اثْنَان وَعِشْرُونَ بِالشَّام وَثَمَانِية عشر بالعراق كلما مَاتَ مِنْهُم أحد أبدل الله مَكَانَهُ آخر فَإِذا جَاءَ الْأَمر قبضوا كلهم فَعِنْدَ ذَلِك تقوم السَّاعَة وَمِنْهَا خبر أبي نعيم فِي الْحِلْية أَيْضا لَا يزَال الْأَرْبَعُونَ رجلا من أمتِي قُلُوبهم على قلب إِبْرَاهِيم يدْفع بهم عَن أهل الأَرْض يُقَال لَهُم الأبدال أَنهم لم يدركوها بِصَلَاة وَلَا بِصَوْم وَلَا بِصَدقَة قَالَ ابْن مَسْعُود رَاوِيه فَبِمَ أدركوها يَا رَسُول الله قَالَ بالسخاء والنصيحة للْمُسلمين وَمِمَّا جَاءَ فِي القطب كَمَا قَالَ بعض الْمُحدثين خبر أبي نعيم فِي الْحِلْية أَن لله تَعَالَى فِي كل بِدعَة كيد بهَا الْإِسْلَام وَأَهله وليا صَالحا يذب عَنهُ وَيتَكَلَّم بعلاماته فاغتنموا حصور تِلْكَ الْمجَالِس بالذب عَن الضُّعَفَاء وتوكلوا على الله وَكفى بِاللَّه وَكيلا وَمِمَّا جَاءَ فِي جَمِيع من ذكر وَغَيرهم حَدِيث التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم وَأبي نعيم فِي كل قرن من أمتِي سَابِقُونَ وَحَدِيث أبي نعيم لكل قرن من أمتِي سَابِقُونَ والْحَدِيث الْمَشْهُور يبْعَث لهَذِهِ الْأمة على رَأس كل مائَة سنة من يجدد لَهَا أَمر دينهَا والْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا من طرق كَثِيرَة لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون وَفِي رِوَايَة لَهما لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي قَائِمَة على الْحق لَا يضرهم من خذلهم وَلَا من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون على النَّاس وَفِي أُخْرَى لِابْنِ مَاجَه لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي قَائِمَة على الْحق قَوَّامَة على أَمر الله لَا يَضرهَا من خالفها وَفِي أُخْرَى لِابْنِ مَاجَه لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ٣ منصورون لَا يضرهم خذلان من خذلهم حَتَّى تقوم السَّاعَة وَفِي أُخْرَى لمُسلم وَأحمد لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي يُقَاتلُون على الْحق ظَاهِرين إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَينزل عِيسَى بن مَرْيَم فَيَقُول أَمِيرهمْ تَعَالَى صل بِنَا فَيَقُول لَا إِن بَعْضكُم على بعض أَمِير تكرمة من الله لهَذِهِ الْأمة (تَنْبِيه) قَالَ يزِيد بن هرون الأبدال هم أهل الْعلم أَي النافع الَّذِي هُوَ علم الظَّاهِر وَالْبَاطِن لَا علم الظَّاهِر وَحده وَقَالَ الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ هم إِن لم يَكُونُوا أَصْحَاب الحَدِيث فَمن هم وَمرَاده بأصحاب الحَدِيث من هُوَ مثله مِمَّن جمع بَين علمي الظَّاهِر وَالْبَاطِن وأحاط بِالْأَحْكَامِ وَالْحكم والمعارف والمكامن كالأئمة الثَّلَاثَة الشَّافِعِي وَمَالك وَأبي حنيفَة وَأحمد ونظرائهم فَإِن هَؤُلَاءِ أخيار الأبدال والنجباء والأوتاد فاحذر أَن تسئ ظَنك بِأحد من مثل أُولَئِكَ ويسوّل لَك الشَّيْطَان وَمن استولى عَلَيْهِ مِمَّن لم يهتد بِنور الْعلم أَن أَئِمَّة الْفُقَهَاء والمجتهدين لم يبلغُوا تِلْكَ الْمَرَاتِب وَقد اتَّفقُوا على أَن الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ كَانَ من الْأَوْتَاد وَفِي رِوَايَة أَنه تقطب قبل مَوته وَكَذَلِكَ جَاءَ هَذَا عَن بعض تابعيه من الْفُقَهَاء كَالْإِمَامِ النَّوَوِيّ وَغَيره وروى الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد عَن الْكِنَانِي أَنه قَالَ النُّقَبَاء ثلثمِائة والنجباء سَبْعُونَ والبدلاء أَرْبَعُونَ والأخيار سَبْعَة والعمد أَربع والغوث وَاحِد فمسكن النُّقَبَاء الْمغرب ومسكن النجباء بِمصْر ومسكن الأبدال الشَّام والأخيار سياحون فِي الأَرْض والعمد زوايات الأَرْض ومسكن الْغَوْث مَكَّة فَإِذا عرضت الْحَاجة من أَمر الْعَامَّة ابتهل فِيهَا النُّقَبَاء ثمَّ النجباء ثمَّ الأبدال ثمَّ الأخيار ثمَّ الْعمد فَإِن أجِيبُوا وَإِلَّا ابتهل الْغَوْث فَلَا يتم مسئلته حَتَّى تجاب دَعوته انْتهى وَفِيه تأييد لبَعض مَا مر وَمُخَالفَة لَهُ وَذَلِكَ كُله يبين أَن تِلْكَ الْأَعْدَاد ترجع إِلَى الاصطلاحات وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح وَلَقَد وَقع لي فِي هَذَا المبحث غَرِيبَة مَعَ بعض مشايخي هِيَ أَنِّي إِنَّمَا ربيت فِي حجور بعض أهل هَذِه الطَّائِفَة أَعنِي الْقَوْم السالمين من الْمَحْذُور واللوم فوقر عِنْدِي كَلَامهم لِأَنَّهُ صَادف قلبا خَالِيا فَتمكن فَلَمَّا قَرَأت فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة وسنى نَحْو أَربع عشرَة سنة فَقَرَأت مُخْتَصر أبي شُجَاع عَليّ شَيخنَا أبي عبد الله الإِمَام الْمجمع على بركته وتنسكه وَعلمه الشَّيْخ مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ بالجامع الْأَزْهَر بِمصْر المحروسة فلازمته مُدَّة وَكَانَ عِنْده حِدة فانجر الْكَلَام فِي مَجْلِسه يَوْمًا إِلَى ذكر القطب والنجباء والنقباء والأبدال وَغَيرهم مِمَّن مر فبادر الشَّيْخ إِلَى إِنْكَار ذَلِك بغلظة وَقَالَ هَذَا كُله لَا حَقِيقَة لَهُ وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقلت لَهُ وَكنت أَصْغَر الْحَاضِرين معَاذ الله بل هَذَا صدق وَحقّ لَا مرية فِيهِ لِأَن أَوْلِيَاء الله أخبروا بِهِ وحاشاهم من الْكَذِب وَمِمَّنْ نقل ذَلِك الإِمَام اليافعي وَهُوَ رجل جمع بَين الْعُلُوم الظَّاهِرَة والباطنة فَزَاد إِنْكَار الشَّيْخ وإغلاظه عليّ فَلم يسعني إِلَّا السُّكُوت فَسكت وأضمرت أَنه لَا ينصرني إِلَّا شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وَإِمَام الْفُقَهَاء والعارفين أَبُو يحيى زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَكَانَ من عادتي أَنِّي أَقُود الشَّيْخ مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ لِأَنَّهُ كَانَ ضريرا وأذهب أَنا وَهُوَ إِلَى شَيخنَا الْمَذْكُور أَعنِي شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا يسلم عَلَيْهِ

<<  <   >  >>