للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- ومثله الحديث الذي رواه البخاري، وفيه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه توضأ ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه» (١) قال ابن حجر: وفي الحديث التعليم بالفعل لكونه أبلغ وأضبط للمتعلم (٢) ومثله قوله عليه الصلاة والسلام في الحج «خذوا عني مناسككم» والأمثلة كثيرة في هذا الباب، وفيما سبق غنية عن الإطالة. فعلى المعلم أن يعتني بهذا الأسلوب فإنه ناجع ومفيد. وزيادة على ما مضى فإن هذا الأسلوب يختصر المسافة على المعلم في ضرب الأمثلة، ويوفر الوقت والجهد، فبدلاً من أن يحفظهم صفة الوضوء - مثلاً - ويستهلك وقتاً طويلاً في تعليمهم، يكفيه أن يحض الماء ويطبقه عملياً أمامهم ثم يجعلهم يفعلون ذلك عملياً بتطبيق ما شاهدوه من معلمهم على أنفسهم. وكذلك الأمر في تعليم الصلاة ونحوها.

وعلى المعلم أن يتذكر أن استخدام الأسلوب العملي في التعليم لا يتأتى لكل مادة علمية، ولكن عليه أن يبذل جهده في استخدام هذا الأسلوب أثناء أداءه لمهمته التعليمية، فإنه مجرب ومفيد في حفظ المعلومات واستدامتها في الذهن.


(١) رواه البخاري في كتاب الوضور / ومسلم في الطهارة / وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة / وأبو داود في الطهارة / والنسائي في الطهارة / وابن ماجه في الطهارة وسننها / والدارمي في الطهارة.
(٢) فتح الباري. كتاب الوضوء. باب الضوء ثلاثاً ثلاثاً. (٣١٣) .

<<  <   >  >>